الخميس، 28 يناير 2010

تلك التساؤلات



دائما ما نسال أنفسنا سؤال هل حياتنا تلك نحن نختارها أم إنها قد كتبت لنا وعلينا بتنفيذها ؟


كم من مرة سألت نفسك هذا السؤال ؟


متى سألت نفسك هذا السؤال؟


ولماذا يا تري؟ ما الحدث الذي دعاك لأن تفكر في هذه التساؤلات وتفكر فيها بعمق ؟


جميعنا مررنا بتلك التساؤلات و فكرنا بأشياء قد تكون اكبر من عمرنا وقتها


أتذكر أنني كنت في المرحلة الابتدائية عندما سألت الأستاذ سؤال جعله بعد نهاية اليوم الدراسي يقابل أبي بدعوي أنني اسأل أسئلة غريبة واكبر من سني وتفكيري , أتذكر أنني قد سألته : ماذا لو لم يعص آدم ربه ويأكل من الشجرة ولم يخرجه الله من الجنة هل كنا كلنا أصبحنا صالحين وعشنا بالجنة......؟


وبعدها بقليل بدأت تلك التساؤلات في تزايد مستمر, ففترة الطفولة هي أكثر المراحل التي تتساءل فيها عن أصل الأشياء وكيفية حدوثها وتظل تتساءل وتحاول أن تحصل علي إجابة خاصة إذا ما لم تجد إجابة مقنعة لسؤالك


فمثال بسيط مثلا عندما ذهبت لأشتري ملابس العيد أعجبني ثوب ولكن كانت طفلة أخري قد اختارته وكان والدها يدفع ثمنه وكان هو أخر ثوب من ذلك النوع الذي أعجبني وكنت مصممه أن احصل علي ثوب مثله ولكني لم أجد فقالت لي أمي انه لو أن الله كان قد كتب لي أن اشتري هذا الثوب أو شبيه له لحصلت علي واحدا , لكن الله لم يكتب لي هذا


الكلام أربكني وجعلني أفكر بعناد أكثر وبطريقة استغربتها مع نفسي وقتها هل ولدنا في الحياة فقط لنقوم بعمل ما قد كتب لنا من قبل أم أننا من الممكن أن نغير ما قد كتب لنا...؟ ذلك التساؤل هل الإنسان مخير أم مسير..؟


بدأت أجد نفسي قبل أن افعل أي شيء اسأل نفسي يا تري ماذا كتب في صحيفتي القدرية لهذا الشيء الذي افعل ..؟ هل كتب أن افعله..؟ أم انه كتب عكس ذلك...؟ ولو كتب أني فعلته ماذا لو ما فعلته...؟


أتفهمون ما اقصد ...؟ بمعني أنني لو فكرت أن اذهب إلي صديقتي مثلا فكرت هلي كتب لي الله في قدري أن اذهب إليها أم لا..؟ وإذا كان قدري أن اذهب إليها وفعلت أنا العكس ولم اذهب فهل هذا عناد في قدري أو أنني أعاند الله....؟


كنت اشعر أنني علي حافة الجنون خاصة أنني كنت صغيرة فقد كنت في الصف الأول الإعدادي وكنت فضولية لمعرفة الأشياء كل الأشياء وكنت أريد أن اعرف وأتعلم , وأحسست ساعتها أنني أتجاوز حدودي مع خالقي برغم أني كنت أحاول الحفاظ علي علاقتي بربي كثيرا وأحاول أن لا انسي أي فرض من الفروض وبرغم هذا كثيرا ما كان هذا التفكير ينتابني , فأحاول تجاهله ولكني افشل فعقلي كان يرفض أنصاف الإجابات دائما وكنت أريد إجابة شافية وافية ترضيني فلم ارحم أي أستاذ من أساتذة مدرستي إلا وسألته والذين كانوا يقفون كثيرا صامتين لاسألتي الغريبة وما كانت إجاباتهم ترضيني ...,إلي أن جاءت مدرنغير فيسة جديدة تدرس لنا اللغة العربية والدين وفي أول درس خرجت أنا ورائها اسألها وأنا متيقنة تماما من فشلها في إجابتي علي سؤالي : هل الإنسان مخير أم مسير ..؟ هل من الممكن أن نغير في قدرنا ؟ وهل يكون هذا عنادا مع الله...؟


فكانت الإجابة التي ما زالت في عقلي فقد قالت : رسولنا الكريم يقول " أن لا يرد القدر إلا الدعاء " فقد يكون قدرنا سيء جدا لكن دعواتنا إلي الله تخفف عنا هذا القدر , وأننا لسنا مخيرين أو مسيرين بل نحن بينهما الاثنين فهناك أشياء نختارها بأنفسنا وهناك أشياء قد قدرها الله لنا من قبل فلا خيار لنا فيها


لماذا اكتب هذا الكلام الآن ....؟ جائز لأنني كنت أفكر في تلك التساؤلات الآن.....لأنني بصدد أن اختار شيء وحائرة فالاختيار.ت هذا أفضل أم لو اخترت ذاك...؟وما الذي قد كتبه الله لي في هذا الاختيار ....


في النهاية لم اختار بعد ولكني موقنة تماما أن الله اختار لي الأفضل فهناك كلمة مأثورة_ لا أتذكر هل هي للإمام علي أم للإمام الحسن ابنه _ تقول: أن من ترك شأنه لله ما اختار أفضل مما اختاره له الله










رحاب صالح


الأربعاء 27 يناير 2010





الأحد، 24 يناير 2010

آسف.....آسفة


وضعت هاتفها المحمول علي الوضع الصامت

فهي لا تريد ان تكلم احد او ترد علي احد

لا تريد ان تبرر موقفها

لا تريد عتاب او لوم

كانت متسامحة ابدا

سامحت وغفرت كثيرا

كالنت تسامح وتغفر لانها تحب

ولكن هل هو حقق الآمان لهذا الحب ...؟

هل حاول ان يزيدة نموا وازدهارا..؟

هل حتي حافظ علية ...؟

ابدا ....للاسف

كل مرة يخطيء يتصل بعدها ليعتذر

آسف ...يقولها بشفتاه ...تخرج كأنها مغصوبة

هلي يكون آسف حقا...؟

آسف يقولها بعد ان يخطيء بثوان او دقائق او ساعات

آسف يقولها وكأنها كلمة يتشدق بها وحسب

آسف...يقولها ولكن هل قصدها يوما...؟

هذه المرة كان الخطأ كبير

وكان الآلم لا يحتمل

لم تعاتبه

لم تلومه

لم تحدثه مطلقا

وانتظرت....

لكنها انتظرت....ليقول مثل كل مرة ...آسف

ولكن......لم يقولها

انتظرت طويلا ....طويلا

مر الوقت عليها تنتظر

وبعد انتظار طال امده

اتصل .... لم يقل آسف كما تتوقع

بل قال : انا حر افعل ما اشاء

حر ...يا لها من كلمة

حر ان تظلمني معك

حر ان تقتل قلبي باهانتك لأحساسه

حر ان تقتلني بما فعلت

اغلقت الهاتف ولم ترد علية مرة ثانية

اتصل مرة اخري ...واخري ...وثانية.....وعشرات الاتصالات

فوضعت هاتفها علي الوضع الصامت

ذهب الي الاصدقاء ليصلحوا بينهم

لكن ...لم ترضي فهي قد تحملت كثيرا وما عادت تحتمل

ذهب اليها....كلمها

قال : آسف

قالها بلسانه..ليس من اعماقه انه آسف حقا

قال : اغفري ...سامحي
فقالت : لا استطيع

قال : نبدأ من جديد

فقالت : لا ....فلا بداية هنا

اشعر بالأسف مرة بحياتك

قال : وهل لو جئت اليك وقتها هل كنت سامحتني ...؟

لم تستطع الرد لكنها فكرت مع نفسها فهل حقا كانت تستطيع بعد جرحه وخيانته ان تسامحه حتي ولو جاء يعتذر ساعتها ...لحظتها ...؟

كلا ...لن تسامحه

فمن لا يشعر بالاسف لا يمكن ان تسامحه وللأبد






رحاب صالح


السبت 23 يناير 2010






الأربعاء، 6 يناير 2010

نحن في عيون الآخرين



• دائما كان يسمع عن الصراع بين الشرق والغرب , الدول المتقدمة ودول العالم الثالث , ولم يكن يتخيل إن تكون نظرتهم بهذا الشكل السيئ , تعرف بفتاة أمريكية علي الشات وعندما طلب إن ترسل له صورتها أرسلت له صورة ايزابيل ادجاني علي إنها صورتها هي ...! فما كان منه إلا إن أرسل لها صورة عمر الشريف علي إنها صورته هو....


• من برنامج إذاعي لدولة أجنبية موجهه للعالم العربي تعرف إليها , فتاة سعودية , وكانت لا تمل الحديث إليه عبر الموبايل أو علي الانترنت , أرسل إليها صوره في رحلته إلي الأقصر وأسوان حتى تتعرف إلي الحضارة المصرية , فما إن رأت صوره حتى شهقت قائلة: ما هذا أما زلتم تعبدون الأصنام...!!؟


• علي الفيس بوك رأي صورتها علي صفحة احدي صديقاته , أرسل إليها طلب صداقة؟ وافقت؟ الأسبوع الأول صداقة , الأسبوع الثاني إعجاب, الأسبوع الثالث حب , الأسبوع الرابع غيرة , الأسبوع الخامس شجار , الأسبوع السادس خصام, الأسبوع السابع حذفوا بعضهم من علي الفيس بوك....!!؟










*كيف ستعتذر له


استغربت أمها جدا من تصرفها الغريب مع مندوب المبيعات...!واستغربت أكثر من بكائها بقوة بعدما أغلقت الباب بوجهه, وهي التي كانت تقول لها دائما:ارأفي بحالهم يا أمي إنهم معذورون لا يجدون عمل , وكل عملهم توقف الآن علي لسانهم الذي ينطق خمسمائة كلمة ف الدقيقة شارحة كل ما يبيعون


لكن إن تتشاجر مع احدهم بهذه الطريقة ...!! يدعو للقلق...أو للشك...!


أما هي....


فقد ظلت طوال الليل تفكر عما ستفعله ف الصباح عندما تبدأ عملها كمندوبة مبيعات ...العمل الذي لا تعرف امها عنه شيء_ فقط هي تعرف أنها تعمل بأحدي الشركات_ كيف ستبرر موقفها لزميلها الذي فوجئت به بباب منزلها يمارس عمله , وصدم لرؤيتها ..........


كيف ستقنعه أن أمها لا تعرف أنها تعمل مندوبة مبيعات


وكيف ستعتذر له............










*بعد عشر سنوات


بعد عشر سنوات التقيا...يا الله هل هذا هو الشخص الذي أحببت


هل هذا من تركني حتي يكون ذا شأن ...؟وهل يا تري حقق هذا الشأن..؟


بعد عشر سنوات


أصبحت هي صحفية شابة تفخر بها عائلتها وكل من يعرفها


بعد عشر سنوات أصبح هو أب لطفلين يحاول بقدر الإمكان أن يوفر كل احتياجاتهم


منذ عشر سنوات قال: نعم احبك , ولكن أريد مستقبل أفضل لذاتي , الحب والزواج الآن مشكلة


منذ عشر سنوات قالت: احبك , واعرف جيدا كيف سأحافظ علي هذا الحب لينمو, اعرف أننا سنعاني ولكني واثقة من نجاحنا ما دمنا سويا


لكنه قال : الحب والزواج ...أو العمل والنجاح ...أيهما فقط ...لكنهم جميعا لا يجتمعون أبدا


منذ عشر سنوات حاولت هي إقناعه , لكنه قرر الرحيل


الآن وبعد عشر سنوات


هي... تألمت ....تعلمت ....حاولت ...فشلت...قاومت...ونجحت


هو ....حاول ...فشل...يأس ...تزوج....ويعاني من الإحباط





رحاب صالح


الأربعاء 5يناير 2010