السبت، 24 أبريل 2010

لقاء الشتات ........وقلة الحياء


كل مرة كنت بقول اننا بنبعد مش بنقرب من بعض.... بنتوه.... وبرغم اننا كنا مختلفين عن بعض لكن كان بيجمعنا شيء اتعرفنا ببعض وبقينا اصدقاء وكل واحد فينا من مكان ومن محافظات مختلفة لكن كان دايما يجمعنا الحب والصداقة , اختلفنا كتييييير واتفقنا اكتر واكتر , اتخانقنا خناقات اصحاب وبرغم ان اللي كان بيجمعنا معدش بيجمعنا لكن برضه منسيناش بعض وفضلنا اصحاب, و من سنة يمكن كان في خلاف ف الجروب لعدة اسباب نعرفها اوووي بينا وبين بعض لكن خارج الجروب لا يعرفون شيء ودي حاجة حلوة فينا, فرح صالح جمعنا وخطوبة عمرو وهاجر قربت بينا اكتر لكن كان في شيء مفقود كنت بحسه دايما حاسة بالتشتت احنا مش زي زمان فينا شيء ناقص في ناس غابت وبدون سبب وفي ناس غابت وبسبب وفي ناس بتسأل لمجرد السؤال مش اكتر وفي ناس غابت وده الاحسن لأنها مكانتش تستاهل انها تكون مننا وفي ناس جديدة دخلت الجروب مرحب بيها جدا وبنتمنا انها ترتبط بينا اكتر برباط مقدس وفي ناس تانية دخلت الجروب بس مش برضه زي الناس الاساسية في الجروب.....

اتفقت مع هاجر وعمرو اننا نتقابل واعرفهم باصحابي في الكلية , كنت بتمني نعيد ايام زمان , حتي اليوم ده اصحابي في الكلية كان عندهم خطط اخري بس عرفت اخد " رضا " صاحبيتي معايا وانا رايحة اقابل عمرو وهاجر اتقابلنا ف نفس المكان اللي كانت ذكرياته مش حلوة لينا كلنا برغم اننا اتقابلنا فيه مرة واحدة  بس المرة دي خليناها حلوة , وصلنا انا ورضا وانتظرنا عمرو وهاجر عمرو وصل الاول وعرفته علي رضا ووصلت هاجر واتعرفت برضا واتمشينا شوية , وبنتكلم انا وعمرو في اخبار الجروب والناس الغايبين , لقيت موبايلي بيرن وكان شاذلي اللي بيتصل واخد عمرو مني الموبايل وكلمه وبرغم ان عمرو عمل فيلم هندي الاول وانت مين وتعرف صاحبة الموبايل ده ازاي و.......اذيك يا انسبيكتور ........ههههههه كان موقف لذيذ جدا ....

برغم ان شاذلي عرف صوت عمرو طبعا وبعدها عاتبني ازاي اكون ف مصر ومتصلش بيه ونتقابل كلنا ...؟ يااااة معرفتش هما قالوا اية ,عمرو صمم ان شاذلي يجيلنا وقلناله اننا هنستناه , اتغدينا في كنتاكي وسط ضحك عمرو وتعليقاته علي اغاني ميلودي اللي كانت شغالة , اتكلمنا عن الجروب واحوالة المشتته وسألته عن اتنين من صديقاتنا اللي قال عنهم انهم زي السمنة البلدي علي البتنجان _ تشبية عجيب طبعا علي اساس انهم اتصاحبوا اوووي _ وانهم برضه غابوا واختفوا وقفلوا الاكونت ع الفيس بوك والمدونات مع بعض زي ما يكونوا متفقين ,طيب وصالح هيجي امتي ؟ يعني ممكن كمان شهرين كدة واحشني اوووي , وسالته عن صديقة اخري قال انها بتسأل بس سؤال وخلاص , وفلانة يا عمرو ..؟ ياااااة هي لسة عايشة والله بحسبها ماتت ..!! يااااة هو وصل الامر بينا للدرجة دي , طيب وفلانة ؟ لاء علي الفيس بوك بس والله يا حوبة , قلت له علي الاقل لسة في امل اهو تقريبا في مجموعة لسة بتتكلم مع بعض _ اقصد انا وعمرو وهاجر وشاذلي وصالح و ميادة وعلا _ يعني في امل ......, اتمشينا واحنا بناكل ايس كريم واتصلنا بشاذلي تاني وعمرو وهاجر قالوا نتمشي لغاية الكورنيش وشاذلي يجيلنا هناك , ويا سلام علي المركب اللي ركبنا فيها كنت همووووت م الرعب وحاسة بالدوخة وكدة يعني برغم اني بحب المية والبحر بس مش عارفة كنت خايفة لية يمكن عشان بحس بسرعة بالدوخة والا الاغاني اللي كانت شغالة كنت هموت م الضحك ولما عمرو فضل يغني الاغنية ويعمل نفسه مش سامعني وانا بكلمه ,اخيرا شاذلي جه واجتمع علي الاقل اربعة من الجروب ده شيء جميل جدا وبعد السلام والعتاب اتحرك المركب وما بين الشعور بالسعادة ف وجودنا مع بعض وتجميع شمل الاصدقاء وحزن عشان اللي مش موجودين وكنت اتمني اشوفهم بجد , كلمة عمرو قالهالي : كل واحد شاف طريقه ومبيسألش عن التانيين , يمكن مرة علي الفيس بوك والا ف المدونة ودمتم وكله كلام وخلاص ومجاملات علق عندي عشان اعلق عندك زي ما يكون بفلوس .....

ياااااااة هو وصل بينا الحال لكدة ....!!!!! لاء مش كدة لسة فينا خير لبعض والحمد لله لسة فينا ناس بتسأل وبتهتم......بنتكلم ومنسجمين انا وشاذلي ورضا , عمرو وهاجر كانوا في مقدمة المركب بيفكروني بجاك وروز في تيتانك , فجأة حصل حاجة مش متوقعة خالص خليتني بجد مكسوفة جدا بنوتة امورة اووي وقفت وسط المركب خلعت صندلها ورقصت .....حافية القدمين يا سلالالالالالالالالالالام يا جماعة, الشاب اللي معاها صاحبها بقي حبيبها خطيبها ايا كان مشغل الفيديو ف الموبايل وبابتسامة فخورة بيصورها ومش عايزة اقول البنت كانت بترقص ازاي كفاية ان العيون بجد كانت " العيون ستخرج من محاجرها" عليها يا نهار اسووووووود في اية بجد راح فين الحياء والكسوف يا جماعة بجد انا كنت مكسوفة ابص لها فما بالكم بالشباب اللي كان مالي المركب ....!!!

فين حياء وكسوف البنت المصرية ؟ طيب فين دم الرجل المصري الحامي اللي بيغير علي حبيبته ؟ لاء ده كان فخور اووي وهي بترقص بالشكل المثير ده والعيون هتموت عليها وهي بقي ابتسامتها مش عايزة اقول عليها أي كلام وخلاص بجد مصييييييبة .......طبعا احنا كانت لينا تحفظات علي الموقف ده .....,والحمد لله كنا متفقين جدا, عمرو قاللي ان الفسحة دي تعويض عن يوم الخطوبة اللي انا محضرتوش وبجدج انبستط جدا يا عمرو بس زعلت جدا عشان الفلوس اللي انت دفعتها يا بني انت داخل علي جواز وشقة ومصاريف وبلاش تفكرني كل شوية وتقول 311 جنية هههههههه ......

رجع المركب تاني لنقطة البداية وخلاص هنفترق الوقت كان بسييييييييط اوووي كان نفسي ابقي شوية اكتر معاكم بس المهم اننا كنا مع بعض نفتكر حاجات حلوة وحاجات جاية احلي والمرة الجاية نكون مع بعض اكتر من المرة دي والناس الغايبين يرجعوا تاني ......
بعد ده كله يكون معانا شاذلي انسبيكتور يا جماعة ومندخلش المتحف المصري تصوروا ...!!!!
يلا مش مشكلة نخليها االمرة الجاية لما نكون كلنا مع بعض





حوبة

الاحد 25  ابريل 2010



الثلاثاء، 20 أبريل 2010

قصتان للفراق

القصة الاولي



"لن اسامحك"






لم تكن" وفاء" تعلم ما يخبئه لها القدر ولكنها بعد الفراق كان السؤال يلح عليها " هل لو كانت تعلم الحقيقة كانت غيرت رأيها ...؟"


هي تعرفت علي احمد في الكلية وكان يكبرها بعامين احبها واحبته وكللا حبهما بالخطوبة , ما اسعدها حينئذ كانت تعشق كل شيء بينهم , خططا لكل شيء سويا الشقة ,الاولاد, الدعوات, حفلة الزفاف, شهر العسل ,عملهما سويا ......كل شيء كل شيء


كانا اسعد اثنين علي الارض , يحسدهما الجميع علي سعادتهما وحبهما, ثم حدث شيء ما , فجأة تغير "احمد" اصبح فيه شيء مختلف عما قبل , لم يعد ينتظرها بعد محاضرتها ليوصلها لبيتها ,لم يعد يكلمها قبل النوم أو ان يوقظها من النوم صباحا ليكون اول صوت تسمعه واخر صوت ايضا ,لم يعد يرد عليها الا بعد عدة اتصالات منها , بدأ يختفي رويدا رويدا ولا يقدم لها مبررا مقنعا , احست بانقباض قلبها وانهكتها الهواجس هل لم يعد يحبها ..؟هل هناك فتاة خري ...؟ آه يا الهي ماذا حدث له .....!!!!؟


اتصلت به : اين انت ...؟


احمد : في البيت


وفاء : اريد ان اراك ...ضروري


احمد : آسف.....مشغول جدا , عندي موعد ضروري


وانهي المكالمة بدون ان يعطيها فرصة للمجادلة


التقته بعد يومين في الكلية ,كانت في غاية الضيق ولكنها رسمت ابتسامة علي شفتيها وهي تقبل عليه قائلة : وحشتني ....وكانت تقولها من قلبها حقا


ولكنه قال بدون أي ابتسام ولا لهفة كما تعودت منه : وفاء ....اريدك ان تنفذي لي طلبا بدون ان تسألي لماذا


نظرت له باستغراب ولكنها احست بالخوف : ماذا...؟


نظر اليها مطولا بدون ان يتكلم ثم خلع دبلته الفضية من بنصره ومد يده واخذ كفها ووضع الدبله في راحتها واطبق اصابعها عليها و..................تركها وذهب .....


اسبوع مر عليها وهي لا تفهم ماذا حدث تمسك الدبله بين يديها وتنظر داخلها وللكلمات التي حفرت عليها "وفاء حبي الوحيد وللأبد" هل حقا كنت حبه الوحيد ؟ولماذا تركني ...؟


اسبوع استسلمت فيه للحزن والحيرة والفراق ,لم تكن تكلم احد ولا ترد علي أي اتصال حتي الكلية لم تذهب اليها وسؤال واحد لا يترك رأسها لماذا فعل هذا ....؟لماذا الفراق ...!!؟


الاسبوع الثاني للفراق نهضت من فراشها تحاول لملمة نفسها المبعثرة وقررت ان تذهب للكلية وان لا تستسلم في معرفة اسباب هذا الفراق , ارتدت الثوب البنفسجي الذي يحبه وتركت شعرها منسدلا علي ظهرها ,وقفت امام المرآة تحاول عمل بروفة للحديث الذي اعدته له .....


ذهبت للكلية , بحثت عنه ولم تجده , التقت بأصدقائهم بادرتهم متسائلة : اين احمد ...؟ ابحث عنه منذ ساعة ولا اجده ,الم يره احدكم ..؟


نظروا لها باستنكار ودهشة , وقال علاء صديق احمد الحميم : احمد في المستشفي منذ ثلاثة ايام , الا تعلمين انه مريض , الهذا لم نراك هناك ...!!!


احست بدوار والكل يتحدث في صوت واحد, احمد مريض جدا , كيف لا تعلمين ؟ اليس هذا خطيبك ؟ كيف نعلم وانت لا تعلمين ! كلنا كنا هناك ولم نجدك واستغربنا جدا كيف لا تكوني موجودة بجانبه في تلك الازمة ....


ذهبت للمستشفي الذي ما ان رأت اسمه حتي ادركت انها جاءت متأخرة جدا , ولكن هل هو ذنبها هي ...؟


دخلت لتجده نائما بوجه شاحب مريض يهذي باسمها , جلست علي حافة السرير وامسكت بيده ورأت مكان الدبله في اصبعه ابيض اللون مخالفا لون باقي يده , تحسست برفق اصبعه هذا ثم تركت يده لتخرج الدبله الفضية من حقيبتها وتدخلها في اصبعه ثم شبكت اصابعها باصابعه , صحا من نومه ليجدها امامه بجمالها الرقيق كما تمناها دائما ....قال : سامحيني


اغمضت عينيها وادارت وجهها بعيدا عنه : اسامحك ...كيف اسامحك ...الست انا اقرب لك من كل هؤلاء , كيف تقول لهم وتتركني انا , كيف تتركني ولا تقل لي , علي الاقل كنا افترقنا علي حب وليس علي غضب وكره وحاولت ترك يده التي كانت ماتزال ممسكة بها ولكنه تمسك بها : وفاء ...خفت عليك من الالم , لم اكن اريد ان تتألمي , عرفت ان الفراق افضل لك ولم يكن يهمني غيرك


ولكنها صرخت في وجهه وهي تشد يدها من يده : افضل لي !!؟ كيف يكون الفراق افضل لي ؟ والالم الذي عشته من هذا الفراق اقوي كثيرا من الام مرضك , لقد آلمتني بفراقك وبعدك عني , آلمتني بعدم اعترافك لي بمرضك , آلمتني اكثر واكثر بمعرفة اصدقائك وعدم معرفتي بأنك هنا , والان تطلب مني ان اسامحك ..! كلا لن اسامحك , لن اسامحك ابدا .....


وخلعت دبلتها الذهبية من يدها ووضعتها بين ابهامها وسبابتها وهي تقرأ الكلمات التي حفرت بداخلها " وفاء ,احمد ...الحب والوفاء " ونظرت اليه : هل كان حبا حقا ووفاءا ...؟


ووضعت دبلتها فوق دبلته في بنصره وتركته وخرجت.....


رحل احمد بعدها بيوم واحد فقط , طلب ان يراها ولم تفعل, طلب ان تسامحه ولم تفعل , اصدقاؤهم وصفوها بالقسوة والانانية كيف لها ان لا تسامح من هو علي حافة الموت , وكان ردها : ااقول له اني سامحته بشفاهي وانا لم اسامحه من قلبي ..؟ كلا لا استطيع فعل هذا ....


في جنازته لم تذهب , ولكنها ذهبت لقبره بنفس الثوب الذي يحبه وشعرها منسدلا كما كان يفضله ووضعت باقة وروود حمراء وبيضاء وبطاقة مكتوب عليها...... " لن اسامحك "







القصة الثانية....


"مكرونة بالتونة"






" يوسف رزق ببنت "


استقبلتها صديقتها" نسرين " بهذه العبارة عندما دخلت المكتب صباح ذلك اليوم وعندما التفتت اليها بدهشة اكملت صديقتها : واسماها "ياسمين "


امتلء قلبها بالمشاعر المتناقضة ولكنها احست بالسعادة تتملكها وجلست علي مكتبها ووضعت وجهها بين يديها وهي تطلق العنان لذكرياتها السعيدة التي عاشتها وتعيشها الان ايضا.....
......وللقصة بقية......

رحاب صالح

















الأحد، 4 أبريل 2010

كاتي .....قصة قصيرة




عندما ذهبت فاطمة للمرة الأولي للجامعة انبهرت بذلك المجتمع الجديد عليها تماما , ومع مرور وقت قصيـر عليها عرفت اشياء وأشياء مختلفة تماما عن محيط قريتها الصغيرة , فكانت كل اسبوع ترجع لقريتها محملة بآلاف الحكايات عن الجامعة ...


وبالرغم من ان فاطمة لم تكن من ذلك النوع من الناس الذي يحكم بالمظهر الخارجي علي الناس الا انها وقعت في تلك المصيدة رغما عنها فكانت تصنف الفتيات التي يرتدين الحجاب علي انهن مسلمات واللاتي لا يرتدين الحجاب علي انهن مسيحيات كما هن في قريتها , أو من خلال الاسماء أيضا فهناك من يفرق الديانات من خلال الاسماء مصنفا الاسماء مسيحية ومسلمة , وكم ضحكت علي نفسها كثيرا بعد سنة كاملة في الجامعة فالنظريتان الاثنتان لم تجدي معها نفعا فالاسماء اصبحت لا تفرق بين مسلم او مسيحي وايضا المظهر فهناك مسلمين ومسيحين يرتدين الحجاب او لا يرتدينه واصبحت لا تفكر كثيرا في هذا الموضوع خاصة بعد ما تعرفت علي فتيات من الطرفين...


لكن الموضوع اصبح يشغل تفكيرها هذه الأيام وبقوة , فتلك الفتاة التي جاءت من جامعة اخري في نهاية العام الدراسي كانت غريبة حقا ولا احد يعرف عنها أي شيء لانها ما كانت تتكلم مع احد ,حتي اسمها عرفته بالصدفة عندما سألتها قالت : كاتي اسمي كاتي


لو انها قالت اسمها كاملا لعرفت هل هي مسيحية او مسلمة ولكنها لم تقل ولم تكن راغبة في الكلام


كانت " كاتي " هذه غريبة حقا فهي يوم ترتدي الحجاب ويوم لا ترتدية اتراها تريد ان ترتدي الحجاب ولم تستقر علي رأي بعد ؟ , وكانت لا تتكلم مع احد ابدا ودائما تجلس وحدها , وفاطمة يقتلها الفضول تريد ان تعرف حكاية " كاتي " هذه , وزاد فضولها أكثر عندما جلست بجوارها مرة ووجدتها ترتدي سلسلة ذهبية كتب عليها "لا اله الا الله محمد رسول الله " فتنهدت بارتياح لاشباع فضولها لمعرفة انها مسلمة


ولكن في اليوم التالي كادت فاطمة ان تجن عندما جلست بجوار كاتي وفي التفاتة منها وجدت يدها مرسوم عليها صليبا وترتدي صليبا ذهبيا انيقا ...!!!


وما أن انتهت المحاضرة الا وكانت تمسك بيد كاتي بقوة وعلي وجهها كم هائل من علامات الاستفهام ولم تتركها وهي تقول لها : لن أتركك ....أريد ان أعرف ما هي حكايتك بالضبط ..؟ هل أنت مسلمة أم مسيحية ..؟ أريد أن أفهم ...؟


حاولت كاتي ان تحرر يدها من فاطمة لكنها لم تستطع فقد كانت فاطمة ممسكة بها بقوة


حاولت كاتي ان تقول لها أن هذا ليس من شأنها لكنها كانت ضعيفة , وكانت تحمل الكثير بداخلها وتريد افراغه , تريد التحدث مع احد علها تستريح وتعرف الطريق


قالت فاطمة عندما رأتها صامتة والدموع تملء عينيها: تكلمي لعلي استطيع مساعدتك


كانت نظرات كاتي حائرة : لا اعتقد ان هناك من يستطيع أن يساعدني


فاطمة : بل هناك , صدقيني تكلمي فقط وسنجد طريقة صدقيني


كاتي : لا اعتقد ان هناك حل


فاطمة : تقربي الي الله وصلي كثيرا


كاتي : اتقرب الي الله واصلي كثيرا بأي صفة ..؟ صفتي مسلمة أم مسيحية ...؟


فاطمة : سواء مسلمة أو مسيحية فبإمكانك التقرب الي الله بأي صفة منهما


كاتي : وإذا ما كنت لا أعرف ...؟


قالت فاطمة باستغراب : لا تعرفين ماذا ...؟


كاتي : لا أعرف هل أنا مسلمة أم مسيحية


للحظات لم تستوعب فاطمة تلك الكلمات لكنها قالت تتشبث بالكلمات : لكني رأيتك ترتدين سلسلة عليها الشهادة ...!


كاتي وهي تمسك بالصليب المتدلي من عنقها : وأرتدي الصليب أيضا........


وتركتها وخرجت من المدرج تتخبط في حيرتها .....


لكن فاطمة التي كان فضولها يقتلها مع حيرتها جرت ورائها لمحاولة معرفة المزيد , ولحقت بها بحديقة الجامعة وجلست بجوارها ولكنها لم تتحدث تركتها حتي تتحدث هي من تلقاء نفسها


وبدأت كاتي كلامها بسؤال وجهته الي فاطمة : أنت مسلمة , هل أخترت أنت هذا ..؟


فاطمة مستغربة : أنا والدي مسلمين فطبيعي أن أكون مسلمة


كاتي : ليتني كنت مثلك ولدت لوالدين مسلمين أو مسيحيين كنت عرفت هويتي , لكني ولدت لأب مسيحي أعتنق الاسلام من أجل أن يتزوج والدتي المسلمة , وبعد عشر سنوات من إنجابي قرر والدي أن يعود مرة أخري لديانته ...!؟


وبدون خوض في أي تفاصيل, أريدك أن تتخيلي ثورة أمي وإصرار أبي علي رأيه ومحاولة كل منهم ليضمني في صفه غير مهتمين بي وبمشاعري وتخبطي بينهم ,سنوات وأنا أعاني ولا أجد حل......






لا أعرف هل انضم لأمي أم لأبي ...؟ فأنا أحبهم ولكني لا أسطتيع أن أبقي مع أحدهم دون الأخر ولا أريد تفرقتهم أكثر من هذا , لم أجد غير أن أبقي مع كلا منهم يوم , يوم فيه أنا مسلمة وآخر أكون فيه مسيحية , أصبحت لا أعرف من أنا وعلي أي دين أنا ...؟ أسأل نفسي أحيانا هل هذا عقاب من الله ..؟ وأي ذنب أقترفته يا تري ...؟ أم أنه عقاب لوالدي ؟ وأنا أدفع الثمن , ولكن لماذا أدفع أنا الثمن ؟ لماذا .....؟


تساءلت فاطمة : اليس لك اخوة ...؟


كاتي : كلا , وان كنت اتمني لعل لو كان لي اخوة كنا ساعدنا بعضنا لإختيار الطريق....


تساءلت فاطمة مرة اخري : والاقارب ...؟


وهزت كاتي رأسها قائلة بضعف : ولا اقارب , بعض اصدقاء لأبي وأمي ,وايضا كل منهم منحاز إما لأبي أو لأمي بل ويحاولون التأثير علي لأختار ....., تخيلي انني عشت في بيت لا يتحدث من فيه لبعضهم البعض بعدما كان يملؤه الضحك والفرح والهدوء , أمي قالت ان ابي مرتد عن الاسلام لهذا لابد ان يطلقها لانه في نظرها كافر ..! وأبي يقول انه رجع الي دينه لأنه لم يستطع ان يستمر في الاسلام لآنه دين معقد ومن وجهه نظره ان الله واحد ولنا ان نعبده كيفما نريد وبأي دين نشاء...


قالت فاطمة متعجبة : ولكنك عشت سنوات كفتاه مسلمة وولدت لأبوين مسلمين وقتها علي الاقل فطبيعي ان تكوني مسلمة الآن ....!


تنهدت كاتي وقالت :عشت عشر سنوات مسلمة ووقتها كنت طفلة , انت تعرفين اننا نأخذ وقتا حتي نتشرب الدين ونلتزم به سواء مسيحين او مسلمين , لكنني وقتها كنت طفلة وتمزقت بين اب وام كلا منهم متمسك بدينه ومتمسك بي ايضا , وقد رفعت امي قضية ليكون لها حق حضانتي خاصة بعد رجوع ابي لديانته السابقة وايضا لتطليقها منه , ورفع ابي قضية مماثلة ليطالب بحق حضانتي .....


وقالت فاطمة بسرعة : وماذا كانت النتيجة ...؟


زفرت كاتي بضيق : لا شيء ....لا شيء ..., مازالت القضية منظورة بالمحكمة منذ سنوات ...


قالت فاطمة وقد غلبها فضولها : وماذا فعلت انت ...؟


أغمضت كاتي عينيها بألم وزفرت مرة اخري : حاولت مع ابي ان يعود , ومع امي ان تتسامح , ولكن كان كل منهم قد اصم اذنيه عن سماع الآخر , وحتي عن سماع صرخاتي , كنت أريد ان اعيش مثل باقي الناس بين اب وام مسلمين او مسيحين , فقط اريد ان تكون لي هوية , فقد كنت ممزقة بينهم لسنوات ....


قاطعتها فاطمة: ولكنك عشت للآن .....!؟


كاتي : نعم ...عشت بعدما قررت ان اعيش ممزقة بلا هوية ....يوم مسلمة ويوم مسيحية ....


رددت فاطمة مرة اخري: لكنك عشت واخترت وكنت صاحبة الاختيار والقرار


التفتت إليها كاتي بعينين تملأهما الحيرة والحزن قائلة : عندما نولد لا يمكننا الاختيار , لا يمكننا اختيار والدينا , او اخوتنا أو ديننا لاننا نولد بهم , لكننا بكل تأكيد ندفع الثمن , ندفع ثمن أخطاء لم نرتكبها ....


كانت فاطمة تستمع لها وهي في حالة صدمة , صحيح كانت تقرأ عن حالات مشابهة في الجرائد والمشكلات التي كانت تحدث للأبناء من جراء تغير الديانة لأحد والديهم , ولكنها لم تصادف قصة واحدة ابدا علي الطبيعة , ولكن ها هي قصة حقيقية وأمامها وتريد المساعدة ولكن كيف ....؟


تسائلت بينها وبين نفسها لماذا يكون هناك دائما من يدفع الثمن ويدفعه غاليا جدا


ومدت فاطمة يدها تحتضن يد كاتي ونظرت أليها تحاول بث الطمأنينة والأمل لديها قائلة : سنجد حل ...صدقيني سنجده


ولكنها بينها وبين نفسها كانت تعرف أن هذا صعب ....صعب جدا




رحاب صالح