الأحد، 30 أبريل 2017

أسافر ...


أسافر..
اسافر ...فأحمل معي ذاكرة ممزقة بأشلاء حب 
قلب مثقل ...ثقل حقيبة سفر كبيرة غير مرتبة 
علي مقعد في محطة قطار أنتظر 
أتأمل وجوه الراحلون والمنتظرون 
لا أحد يودعني 
ولا أحد ينتظرني 
أداعب طفل علي كتف أمه يبتسم لي 
وطفلة تنظر لشيكولاتة ألوكها بغير اهتمام 
فأعطيها لها .....فتلتهمها بحب  
أسافر ...
فتلتهمني المسافات والوقت 
فتمر السنين 
ولا يمر الوجع 
ولا ننسي الألم 
فالوجع باق ...مادامت الأرض باقية 
والذكري لا تموت ...
تبتعد ....وتغيب طوال اليوم 
لتعود في موعد السفر لتطل بعينها ...ها أنا 
أسافر ...
أسافر ...ويظل مقعدي كما هو 
بجوار نافذة تمر منها الأيام 
وأنا ساكنة 
لا أريد أن أمر من الدائرة 
أسافر ....
فيقتلني الحنين 
لعطر مر بجانبي 
ذهب ...
وبقي أثره 
لا يزول 
 

الاثنين، 17 أبريل 2017

حرية ...


دخلت العمارة بخطوات واثقة  ووقفت قليلا لتسأل الحارس عن عيادة طبيب  الأسنان ثم استقلت المصعد للدور الخامس 
وبعدما أخذت موعداً بعد ساعتين  إرتقت السلم للدور السادس
وأمام إحدي الشقق وقفت لحظة ثم أخذت نفسا عميقا وضغطت الجرس 
فتح لها الباب بهدوء 
ودخلت بخطي  من تعودت المكان , خلعت حجابها وعبائتها السوداء ليظهر تحتها فستانها القصير وتنتشر رائحة عطرها في المكان 
يحيطها بذراعية ويغرقان في بحر من الحب 
يلاحظ طلاء شفتيها الكثيف ويتذوقه ويستمتع به ....
وقت القبلات لا نتذوق طلاء الشفاة بل نتذوق الشفاة نفسها وعصارة الحب بها وبرغم ذلك كانت تُصر علي وضع أحمر شفاه بطبقة كثيفة وطعم مميز لتكون قبلاتها مميزه فلا ينساها أبدا 
تمر الساعتين بسرعة .... 
فتنتبه لمنبه الهاتف يذكرها بموعد الطبيب , فتسرع في إصلاح ما أفسده الحب وترتدي عبائتها وحجابها وتعيد طلاء شفتيها بكثافة 
تبتسم وترسل له قبله في الهواء وتخرج ...
بعد ساعة أخري تخرج من العمارة , تسير بسرعة لتبتعد عن العمارة بشارعين ..... نحو سيارتها التي أوقفتها في أحد الجراجات بعدما نفحت الحارس مبلغا كبيراً ...
في السيارة خلعت حجابها وعبائتها وأخرجت  عطرها لتغرق نفسها به حتي لا تترك مجال لرائحته أن تظهر لمن يلتقي به ...
تقود سيارتها للنادي لتلتقي بصديقاتها تتحدثان بحماس عن الحرية الشخصية  وأن المجتمع ليس له الحق فيما يفرضه عليهن من حقوق 
فتقول في حماس أنها لو أحبت شخص فستعلن هذا  وليس للمجتمع أن يحاسبها إن هي عاشت معه بدون زواج 
فتقول أخري وأنا إن أحببت زوج إحداهن فما الذي يضير إن كانت  هي أهملته وأنا أهتم به 
وتقول ثالثة لا إن هذا لا يتوافق مع دينا وعاداتنا 
تقول هي تبا للقوانين التي لا تسمح لنا بالحرية 
ويستمر النقاش ويستمر الجدل 
فلا هي تفعل ما تقول ولا يتغير المجتمع وعقائده