إلي متي سنظل نشجب ونندد ونرفض ونهتف ونتظاهر ......فقط نفعل هذا ولا شيء غيره لا نقوم بفعل حاسم وقرار واجب أو حتي بيان يشعرنا بمدي أهميتنا وإنسانيتا وكرامتنا كبشر فقط كبشر وليس حيوانات , فقط لنشعر أننا في عالم حقيقي يطبق القانون والشرائع وليس كغابة ليس لها قانون ..................
هل ما حدث لذلك الشاب المصري في لبنان يدل علي أننا بشر ...!!؟ هل قتله والتمثيل بجثته بتلك الطريقة البشعة من الشريعة السماوية سواء إذا كانت إسلام أو مسيحية أو يهودية بشيء ...!!؟ حتي القصاص العادل لا يمت لما حدث بصلة.
حتي إذا كان ذلك الشاب طبقا للتحقيقات أو لكلام والدته بأنه الجاني أو أقوال عمته أنه مجني عليه وانه بريء ولا ننسي أنه في لبنان وهو بلد يمارس الحرية والديمقراطية والقانون علي حد قولهم بل وحدثت فيها الجريمة تحت أعين جهات أمنية ...!!! كيف يعقل هذا , بل وكيف يهين الانسان أخيه الانسان بهذا الشكل البشع بل ويذكر اسم الله عليه وهو يمثل بجثته بذلك الشكل ويوزع كليبات علي كل القنوات الفضائية مزهوا بما فعل , يا الله ماذا حدث لنا هل أصبحنا بلا قلوب وبلا رحمة وبلا دين ..؟؟؟!!! هل أصبحنا نطبق شريعة الغاب بدلا من شريعة الله ...!!!؟؟؟
وبعد كل هذا تبريرات ليس لها أية قيمة ومن الجهتين سواء اللبنانية أو المصرية وأنا إذا كنت أحمل الجهات اللبنانية وزر ما حدث تحت سمعها وبصرها فأنا أحمل الجهات المصرية وزر ما حدث قبلها في بلاد عربية أخري وصمتنا ولم نتخذ موقف حاسم وبعد ما حدث في لبنان تكلمنا بكل صلف وقلنا " أن العلاقات المصرية اللبنانية وثيقة ولن تهتز لما حدث " وما سيحدث بعد هذا أيضا لن نتردد ونقول أن علاقتنا وثيقة ولن تهتز مع بلدة عربية أخري سيحدث فيها ما حدث في لبنان وغيرها الكثير فقد أصبحنا مهانا وامتهانا لكل البلاد فنحن نهان في بلدنا اساسا وهناك من يطلب بإطلاق الرصاص علينا من خلال حديثه في مجلس الشعب فلابد أن تكون هذة هي نهايتنا في الخارج
في وقت مشكلتنا مع الجزائر استنكرت جدا أن هناك جروبات علي الفيس بوك نادت بمقاطعة الجزائر وقلت انه مجرد "ماتش كورة مش حرب" لكن الان جروبات تنادي بمقاطعة كل ما هو لبناني وانا ان كنت اعتقد ان هذا من حقنا ولكني متأكدة انه ليس الحل الصحيح , فالحل في ايدينا ولكن ليس بالمقاطعة وليس بالجروبات علي الفيس بوك , الحل فينا أن نرغم حكومتنا أن تعاملنا كبشر لنا كرامتنا وانسانيتنا ولنا حقوق لابد ان نحصل عليها وليس فقط واجبات علينا عملها , أن تري حكومتنا الذكية ان المواطنين خارج الوطن سواء في الدول العربية أو الاجنبية لهم حقوق ويجب أن يوفروا لهم الامان ويحفظوا كرامتهم , أن يوفروا للمهاجرين غير الشرعيين فرصة واحدة علي الاقل ليحاولوا العيش في بلدهم وليس الجري وراء حلم زائف ينتهي بالموت عاريا ومعلقا كالذبيحة في أعمدة الكهرباء بالشارع وسط تصفيق جمهور محاط بالامن
الان اتسائل أين كان السفير المصري بلبنان وماذا فعل بعد الحادث البشع ؟ وهل اصلا كان يعرف بملابسات الحادث وقبل أن يحدث ما حدث .....؟ أسئلة عديدة تدور في رأسي ولكني من بشاعة ما شاهدته وما قرأته اجدني لا استطيع أن اكتب كل ما أريد ......
وأخيرا سؤال لحكومتنا الحكيمة ماذا فعلتم للمصرين الآخريين في لبنان ؟ هل وضعتوهم في مكان آمن حتي لا يحدث ما حدث لمحمد لهم , أم تركتوهم بلا أي أمن,أم أن الامن فقط للمتظاهرين ؟ أتخيل نفسي في موضع واحد منهم وأنا أحاول أن أتحدث باللهجة اللبنانية حتي لا يكتشفوا أنني مصري ويقتلوني ويمثلوا بجثتي فقط لآنني مصري , هل وجب علي المصري أن يتنكر لمصريته حتي يستطيع أن يخرج من لبنان آمنا......!!؟أم وجب علينا أن نعيش للأبد مهانين في بلدنا ومهانين خارجها ومعاملين كأننا حيوانات ليس لها الا الذبح والسحل بالشوارع والتعليق بالاعمدة
تلك هي صورة بشعة أخري للعرب بصورة عامة وللمسلمين بصورة خاصة نقدمها علي طبق من ماس وليس من ذهب وفضة للغرب بكل تأهبه وإستعداده لإلتهامنا أحياء بدعوي القضاء علي الارهاب , وللأسف نحن من فعلنا هذا بأنفسنا ونقدم كل يوم دليل علي ارهابيتنا وبشاعتنا وهمجيتنا , فما حدث ما هو الا ارهاب ولكن ماذا كان رد فعلنا غير ان " علاقتنا وثيقة ولن تهتز " وكل عام وأنتم مهانين ومسحولين ومعلقين ومحروقين في البلاد العربية مصر و
رحاب صالح