السبت، 23 يونيو 2012

بعد بكرة عيد الحب

التدوينة الخامسة ....في دعوة التدوين هنا....





استيقظت من النوم علي صوت صديقتي تتحدث مع خطيبها " عارفة ان بعد بكرة عيد الحب ...بس حابة اقولك هابي فالانتين  دلوقت....عيد حب سعيد ويارب عيد الحب الجاي نكون سوا...."
اغمضت عيني مرة اخري .....واخذت أحلم بك  ...حبيبي عيد حب سعيد .....
عارفة انك مش هتاخد اجازة غير بعد عيد الحب بيومين عشان كدة مش هحتفل بعيد الحب غير لما تيجي  ونحتفل بيه سوا
بس النهاردة وبما اننا خلصنا امتحانات ولازم نغادر بيت  الطالبات  لازم اقوم احضر شنطتي وانزل وسط البلد اشتري لك هدية عيد الحب
وفي نشاط علي غير عادتي أيام الدراسة والامتحانات  نفضت عني كسلي  وخمولي اليومي وأخذت أجمع حاجياتي في حقيبتي الكبيرة  مما جعل صديقتي تندهش وقالت " انت مش قولتي انك مش هتسافري غير بعد الضهر؟  وانك لسة هتنزلي تشتري شوية حاجات  معايا ...؟ " اية اللي غير رأيك ؟ "
قلت وانا حاول ان اقفل الحقيبة التي امتلئت عن اخرها بحاجياتي " عايزة اشتري هدية "
قالت بلهجة ذات معني " اه .... هدية الفلانتين...طيب اليك الخبر الصدمة....انا خطيبي مستنيني تحت يعني هروح معاه مشوار ..وكدة يعني... مش هاجي معاكي وسط البلد...."
قلت وانا احاول اكتم فرحتي لانني كنت اريد ان اهرب منها لانها ستتساخف علي لتعرف لمن اشتري هدية الفلانتين " مفيش مشكلة  هتصرف انا لوحدي هنزل وسط البلد اشتري اللي انا عايزاه وبعدين اجي اخد شنتطي واروح ...اشوفك بعدين ....يلا سلام بقي"
قلتها وانا اسحب حقيبة يدي واضعها في ذراعي واخرج  بسرعة....
ارسلت رسالة قصيرة  اس ام اس لك كتبت فيها  كلمة واحدة " صباح الحب ...عيد حب سعيد "
كلمة واحدة اقولها لتعبر  عما  بقلبي تجاهك منذ سنوات ...
كل يوم أعد ساعاته .....لتقرب بيننا مسافات البعد والسفر ...
وأخذت امشي وانا افكر في ماذا اهديك لعيد  الحب ...فعيد الحب بيننا ليس كـــ عيد الحب الذي يحتفل به الناس ...فــ عيد الحب  عيدان ...عيد لأنه عيد الحب ...وعيد لأنك قلت لي فيه أول مرة " أحبك "

يا تري ماذا أهديك في هذا العيد ....
أري الشوارع اكتست باللون الأحمر ....من قلوب ودباديب ...وملابس  وعقود ووروود......والكثير الكثير من الفتيات والشباب  يبتاعون تلك الاشياء التي لها دلالتها في عيد الحب ....
انظر إليهم ويقتلني الحنين إليك....ماذا لو أنك معي الآن ...
ماذا لو أنك لست دوما علي سفر....
ماذا لو أنك هنا الآن نشتري معا هدية عيد حبنا....
ماذا اشتري ...هل أكون مثل هؤلاء واشتري مجرد قلب أو دبدوب أو باقة زهر حمراء....

لا فأنت لست مثل أي حبيب ....
أنظر للكتب الملقاه علي قارعة الطريق  ويستوقفني اسم كاتبنا المفضل  وأفكر  لو أشتري لك احدي مجموعاته القصصية ...
ولكني أتراجع ...فلقد أشترينا منها الكثير وتبادلناه  وكتبنا به بعض من حكايانا....
انظر قليلا واجد كتاب أخر في صميم عملك ...وأضحك بصوت عالي ينبه الواقفين ...فأخجل .....أقول  في نفسي ماذا لو انك فوجئت بأن هدية عيد الحب مني مجرد كتاب عن عملك ....صحيح انت تعشق عملك ولكن ليس لدرجة ان يكون هدية لعيد الحب

اسير قليلا لعلني أجد شيء أخر يستهويني ليكون هديتي ....
ولكني اجد من تستوقفني وتقول لي بابتسامة " ممكن اخد دقيقة من وقتك..."
وبنظرة سريعة اعرف انها حملة تبرع بالدم ....
" أه ...أوك ...بس ممكن اعمل مكالمة الاول...." اقولها بقلق...لانني اعرف جيدا اني لو قلتها لك لن توافق ...وستقول لي كلمتك الخالدة " انت عايزة اللي يتبرعلك بالدم  مش انت اللي تتبرعي ...."
لهذا لم أكلمك ....
و اغلق الموبايل  واقول للطبيبة" أنا جاهزة تاخدي العينة مني... ...."
اعرف جيدا انك ساغضب ولكني ....دوما أحببت التبرع بالدم.....
كانت الطبيبة لطيفة جدا ....ولم اشعر بأي ألم.......
اخذت أنظر للطبيبة ووالمجموعة التي معها وهم يحاولون أن يحثوا الناس للتبرع بالدم  بدون جدي فمن بين كل عشرة يتكلمون معهم  لا يوفق الا واحد او اثنين للتبرع....
بقي قليلا والكيس يمتلء بدمائي عن اخره ....
وتساءلت لو أنك هنا معي الآن هل كنت تركتهم يأخذون دمائي....؟؟؟
أخيرا امتلأ الكيس ....
والغريب انني لم أكن أشعر بالألم ....
وحاولت أن لا انظر لدمائي وهي ذاهبة لمن لا أعرفه....
واعتدلت في جلستي حتي اغادر  عندما قالت لي الطبيبة " لاء مش بسرعة كدة  ممكن تخللي القطنه دي علي دراعك مكان الابرة لغاية ما جيب لاصق طبي عشان ميحصلش نزيف....
وضغطت علي ذراعي ..... وجلست افكر فيك وانا أنظر لشاب وفتاة  أخذت الطبيبة تكلمهم عن أهمية التبرع بالدم  عندما غمر الشاب الفتاه بذراعه وقال " أنا ممكن اتبرع يا دكتورة لكن هي لاء ...مقدرش أشوفها بتتألم....."
يا الله كم كان يشبهك.....
ونسيت نفسي وأخذت اتحدث إليك حديث هامس من قلبي لقلبك.....
نسيت نفسي  وأغمضت عيني  وأنا أشعر أنني في عالم أخر.....
فجأة شعرت ببرودة غريبة وأنني أشعر بدوار  عنيف ورغبة في التقيؤ ....
وشعرت بشيء  ساخن يمشي علي ذراعي ويتساقط علي ملابسي ......
وفتحت عيني لأفاجيء بدمائي  تسيل......
تسيل من ذراعي لتغمر ملابسي  وتلوث ساقي وحذائي....
فصرخت  .....
لتنتبه الطبيبة  والممرضة التي نسيت أن تضع لاصق طبي علي ذراعي مكان الابرة .....
وبسرعة  سحبت الممرضة الكرسي للوراء ...لأستلقي غير واعية بشيء....
نقاط مرة الطعم في فمي ...وشيء ما يحدث لي..كنت أشعر فقط اني روحي تنسحب من الدنيا رويدا رويد....
وكالأفلام أخذت حياتي كشريط سينمائي تمر أمام عيني   بسرعة بسرعة بسرعة....
ثم ببطء أيامني سويا....ضحكاتنا..... وهمساتنا.... وكلماتنا....حتي شجارنا.....
ثم كانت صورتك وأنت تقولها " أحبك" .......
هي من بقيت عالقة في عيني وقلبي وروحي ....
فهمست....أحبك.... وأشتاقك....
وسامحني ان مت فلم اوف بعهدي معك....
وتركت نفسي للهاوية المظلمة التي  تشدني نحوها.....
                                   & & & &
لم أدر كم مر من الوقت ...
ولكنني صحوت علي صوت الطبيبة وهي تقول ...واخيرا فتحت عيونك...خضتينا عليكي يا قمرة ...
استني عشان نقيس الضغط وتشربي عصير  وتروقي كدة وبعدين روحي ...في حد ممكن تتصلي بيه  يجي ياخدك والا اوقف لك تاكسي تروحي بيه...؟
  كنت مندهشة انني لم أمت....
                   & & &
ماذا لو انني وقتها مت ....
كل ما كان يشغلني انني لن أرك مرة أخري....
وانشغل بالي كيف ستتلقي الخبر...
وأشفقت عليك
خبر موت حبيبتك التي تنتظرها بعد غد في عيد الحب
لم يشغل بالي أهلي وأخوتي  وأصدقائي....
أنت فقط  من كان يشغل بالي....
يا الله كم احبك...
وغمرني شعور بالحب .....حبك
ولكني بعدما فقت كليا وجدت أنني في كارثة ....
كارثة حقيقية...فكيف ساقول لك ما حدث...
وهذا غير أنني لم أشتري  هدية عيد الحب اللي بعد بكرة.....^_^
 

هناك 11 تعليقًا:

  1. حمدا الله على السلامة والهدية هاتيها بكرة :))

    جميلة يا رحاب


    دمت بخير

    ردحذف
  2. عجبتنى اوى الحتة بتاعة هتعمل ايه لو مت يومها :D جميلة ياحبى تسلم ايدك

    ردحذف
  3. صباح الغاردينيا رحاب
    صباحك حب كذلك الذي بين سطورك يالله كم أحببتها
    وكم شعرت بنبضات تلك العاشقة
    كم نحتار في هدايا أعياد الحب !
    وكم نخاف إغضابهم !
    وكم نحلم بلحظات تجمعنا بهم !"
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    Reemaas

    ردحذف
  4. قليل من الرومانسية في هذا الجو العابث لا يضر
    وقليل من الخروج من ارض الواقع الي الخيال مطلوب احيانا حتي نستطيع ان نكمل المشوار
    لقد استمتعت هنا
    احسنتي السرد
    تحياتي

    ردحذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  6. رائعة
    وأسلوبك ف السرد والوصف جميل بجد
    :-))

    تحيتي لقلمك وإبداعك

    تقبلي مروري

    ردحذف
  7. حمدلله علي السلامه يا عسل


    جميله يارحاب
    واننا بننسا الاهل والاخوات والاصحاب
    وبس بنفكر بالحبيب فعلا هو دا الحب الحقيقي
    دمتي لمن يحبك ودام لكي


    ودي ومحبتي واحترامي

    ردحذف
  8. روووعه تحررت معك وبكلماتك الرووعه

    ردحذف
  9. رووووعه الكلمات احسنت

    ردحذف
  10. روووعه تحررت معك وبكلماتك الرووعه

    ردحذف

يا بخت من يقدر يقول واللي ف ضميره يطلعه, يا بخت من يقدر يفضفض بالكلام وكل واحد يسمعه....الله يرحمك يا صلاح جاهين