كان الخريف يلملم أوراقه المتساقطة , وبعض الأشجار كانت تجاهد لتنبت أوراق أخري بينما الجو ينذر بأن الشتاء هذا العام سيكون باردا أكثر مما يتوقع ...
في محطة القطار كنت انتظر .... فالقطار متأخر كعادته دائما والناس في انتظاره دائما لا تمل
أعلق حقيبتي علي كتفي وأحتضن كتبي وأحث خطاي نحو كافتيريا المحطة لتمتد يدي نحو قطع الشيكولاتة المعروضة نحو غلاف بعينه أعرف أنك تشبهني به في قولك _ ناعمة ولذيذة _ افتحها وأنا أعود إلي مقعد الانتظار للقطار ....
استمتع بطعم الشيكولاتة أغمض عيني وأتذكرك وأستمتع بالذكري وأبتسم...
" مناديل....مناديل ...مناديل ..."
صحوت من غفوتي علي صوت صبي يبيع مناديل ورقية ...ينظر لي بتساؤل بدون إلحاح : هل تريدين مناديل...؟
أنا لا أحتاج إلي المناديل ...لكن عيني الصبي أغرتني للشراء فعينيه تشبهان عينيك...
أشرت إلية أن يأتي وابتعت منه علبتان كما تعودنا معا...واحدة لي والأخري لك ...
تابعته بعيني كأنني اتابعك.... أشتاق لأن أري عينيه مرة أخري, أشرت له فآتي فأعطيته قطعة شيكولاتة ...فتردد لحظة وهو ينظر للناحية الأخري فقلت له وأنا أعطية قطعة شيكولاتة مغلفة : هذه سليمة لم افتحها بعد ....
أخذها وهو سعيد وتابعته بعيني فوجدته يتجه نحو امرأة تحمل طفل صغير وحقيبة مليئة بالمناديل تجلس علي احد مقاعد الانتظار بالمحطة , اعطاها قالب الشيكولاتة المغلف وهو يشير ناحيتي فنظرت لي وأومأت برأسها ناحيتي بامتنان وفتحت المغلف ثم قسمته بينها وبين طفليها .....
فشعرت بدفء الحب الذي سري بينهم كالحب الذي سري بيني وبينك ...
شعرت بشيء لامنتهي من السعادة ......فأشياء صغيرة كهذه تخلق سعادة للبسطاء
فكرت أن التقط صورة لهم.... لكن......هل السعادة يمكن تصويرها بكاميرا موبايل ...؟
فكرت بك...وكيف افاجأك بشيء يسعدك...شيكولا....هدية ....كلمة حب...
لم أصل لشيء ....جاء القطار ...وركبت ...جلست بمقعدي ...آكل الشيكولاتة التي تشبهني ...ناعمة وغنية كما تقول لي ...افكر بك...أحلم..و اتلذذ بطعم الشيكولاتة وأستمتع بالحلم معك...
p.s
هاب فلانتين داي لكم جميعا