في المسلسل الكوري الشهير خريف في قلبي سأل
جون سوه أخته أون سوه عن ماذا تتمني أن تكون قالت" شجرة"
وعندما أكتشفت أنها لم تكن أخته ودارت بهم
الأيام دورتها وألتقيا بعد سنوات وسألها نفس السؤال فأجابت:شجرة ... واستكملت
قائلة ان الشجرة تضرب جذورها في الأرض وتخلق وطنها وعائلتها
أما عيسي خوسة خوزية هوزية في
رواية ساق البامبو فكان يشعر أنه مثل ساق بامبو التي إذا ما وضعت في أي ارض
ضربت بجذورها فيها وأصبحت وطنها , ليس له اسم واحد فقط بل له عدة أسماء ف هو بامبو
وخيزران...
كنت اتسائل دائما هل الأشجار لها عائلة؟ أهل؟
أولاد؟
هل الأشجار تتقاتل علي الماء أو رقعة الأرض
مثل البشر الذين يتقاتلون علي الميراث والمال والسلطة؟
عندما سألني معلمي في المدرسة عن ماذا أتمني
أن أكون في المستقبل كانت اجابتي: أريد أن أكون
شجرة بزهرة بيضاء مثل التي بجوار حديقة المدرسة
لم أكن أعرف أن الزهور البيضاء هشة يظهر فيها
العطب بسهولة
دارت الأيام ودارت, وكَبرتٌ ولم يكبر حلمي
معي, نسيته في غمرة القفز بين حلم وأخر, نسيت الشجرة ذات الزهور البيضاء التي
تمنيتها, نسيتها في مضخة الحياة التي التهمتني , نسيتها وأنا أبحث عن ذاتي ونسيت
أني تلك الشجرة.
هل ستكون روحي في راحة عندما تستقر كشجرة ؟!
تٌري لو كنت شجرة هل سأجد شجرة تعانقني عندما
أحزن؟ هل سأجد غصن يطبط علي كتفي مواسياً, هل سأجد الأشجار يحتضنني عندما أكون
سعيدة, تعيسة, متألمة...إلخ
تساءئلت مراراً هل في عالم الاشجار شجار؟! هل
هناك اشجار عصبية,حنونة,خبيثة,دنيئة,طيبة, مستسلمة
كاذبة, صادقة....
هل عالم الأشجار مثل عالمنا..؟!
الآن اتسائل هل لو كنت خُلقت ك شجرة وليس كـ
انسان هل كانت حياتي بتلك التعاسة؟!
تقول بعض الأساطير أن أرواحنا المٌتعَبة
عندما نموت لا تهدأ وتظل تدور وتدور لتري جسد أخر تستقر فيه لتعيش حياة أخري غير
الحياة الحزينة التي كانتها, تٌري لو مُت الآن بروحي المٌتعبة, هذه هل ستظل روحي
تبحث عن شجرة الزهور البيضاء لتستقر بها؟
رحاب صالح
15 يوليو 2019 م