شهرذاد
أشهر من حكت قصص وروت احاديث
شهرذاد
أنثي الحكي هوايتها
شهرذاد
هي من علمت الفتيات كيف يأسرن القلوب بحكيهن
شهرذاد
أين كنت
أين كنت لتحكي لي قصة عن فتيات لم أعرفهن من قبل
ولم أكن أتوقع أن أعرفهن
لأصبح أنا شهرذاد 2012
لأحكي قصتي معهن
* * * * *
الانسان ده طبعه غريب
وبيعمل حاجات غريبة اوووي
يعني انا مثلا كنت اتمني دايما اني اعيش مستقلة بنفسي عن اسرتي واهلي
ولما الفرصة دي جاتلي ولمدة شهر بس
حسيت الموضوع صعب اوووي
وبرغم ان الكلام ده والتفكير ده كان ف فترة من حياتي
الا ان الفكرة دي اتغيرت تماما مع مرور الوقت
لدرجة اني قضيت اربع سنين ف الكلية من غير ما أبات ولا مرة بره البيت كنت دايما اروح واجي ف نفسي اليوم من والي القاهرة
كنت أرفض تماما فكرة اني اكون برة البيت ف مكان معرفوش
وبرغم اني بتأقلم مع اي شكل ومع اي نوع من الحياة والاشخاص
لكن مكنتش اتخيل ان يحصلي اللي حصل الشهر اللي فات ده وف اخر سنة ليا ف الكلية
قررت اني اغير من القاهرة للأسكندرية نظرا للظروف الامنية
ولما اخدت جدول امتحاناتي اصابتني صدمة ان عندي كل اسبوع اربع امتحانات او تلاتة ورا بعض
يعني م الاخر كدة مش هعرف اروح واجي كل يوم لاني هتعب اووي ومش هركز خااااالص
وصاحباتي قرروا انهم يسكنوا ف بيت المغتربات ف اسكندرية
وانا كنت مترددة شوية لاسباب كتيرة منها ان ماما كانت تعبانة وانا كنت قلقانه من اني اكون برة بلدي وبيتي
بس الجو اجبرني علي اني احط الفكرة حيز التنفيذ وبسرعة
وبدأت افكر هسكن فين ف الفترة دي " فترة امتحاناتي "
كنت ارفض تماما اني اكون في شقة مفروشة , كنت محتاجة مكان آمن
يعني بيت طالبات او مغتربات جمعية استضافة كدة يعني
ف الاخر وبعد مداولات نصحني زميل عزيز قالي علي بيوت الشباب المصرية
ولان اخويا مشترك فيها اصلا ففكر معايا وقالي انه مكان آمن وكويس
وعلي هذا ذهبت الي الاسكندرية ......
أجر ورائي حقيبة مليئة بكتب الجامعة
عقل مثقل بالافكار
وقلب خائف من كل شيء ومن أي شيء
فماذا يا تري حدث هناك.............؟
" 1 "
بيت شباب الشاطبي
الصراحة أهل اسكندرية بجد كرماء جداااا وودوديين جدااااا
لدرجة ان سواق التاكسي لما قلت له العنوان وروحنا لقينا البيت مغلق مرضيش يسيبني غير لما عرف المكان البديل للبيت الاصلي ووداني للبيت الملحق لان كما قال لنا احد الشباب ان البيت ده فيه تصليحات واهم دلوقتي ف البيت الملحق
يعني بدل ما كنت هبقي ف 36 شارع بور سعيد بقيت في 13 شارع بور سعيد
الاستقبال حلو اووي
الاستاذ عماد المشرف شخص مريح
فهمني علي كل شيء والنظام كله
وكنت اي شيء أسئله فيه بيجاوبني بهدوء وصبر
وحسيت اني هرتاح أووي هناك
كنت انا وزميلة لي اسمها " ليلي " .........." كنت بحب اسم ليلي جدا...بس كرهته عشانها وهتعرفوا السبب بعدين "
قلت هرتاح
لكن اللي حصل
اني كنت بحلم أحلام وردية خااااااااالص
وكان أول يوم ليا عبارة عن .............
" 2 " كابوس اسمه منال
الاستاذ عماد قالي " هتبقي ف الاوضة رقم اتنين مع منال "
قلت له " هو مفيش اوضة سينجل ....؟
عماد" للأسف لاء عشان البيت ده صغير البيت التاني فيه
قلت " اوك مش مشكلة انا كدة او كدة مضطرة
عماد " يا ريتك تشتري قفل عشان تدخلي شنطتك ف الدولاب وتطمني علي حاجتك
قلت " واجيب قفل منين ...؟ "
عماد " العمارة اللي قصادنا فيها مكتبه اسمها مكتبة الشاطبي هتلاقي هناك
يلا بقي عشان تتعرفي علي منال اللي هتبقي معاكي ف الاوضة
ودخلت إلي عالم ......منال
أول ما شفتها مرتحتلهاش خالص
احساس غريب حسيته
انسانة مش مريحة
نظراتها مطتمنش
لبسها سو اوفر " فظييييييييييع "..........." مع ان اللبس مش مقياس "
أول ما دخلت وقلت السلام عليكم
ردت عليا بامتعاض " مع اني حلوة والله يعني مشافتش قرد "
المهم قلت لها اني هكون معاها ف الاوضة
وبصيت كدة ف الاوضة وحسيت اني في سجن
بس هعمل اية المضطر يقعد ف اوضة رقم اتنين ومع مدام منال
* * * * *
منال بصت لي أنا وليلي من فوق لتحت ومن تحت لفوق وقعدت علي السرير ومتكلمتش
ليلي بصت لي وسكتت
بس انا قلت لاء انا عندي امتحان لو سمحتي يا استاذة منال ده سريرك..؟ وشاورت علي سرير ملخبط كدة
قالت آه ...اختاروا انتم اي سرير من دول بس بلاش السرير ده عشان بحط عليه المشترك بتاع اللابتوب والشاحن
قلت لنفسي " من أولها أوامر "
بصيت لها " انا عايزة اي سرير والسلام عشان عندي امتحان ولازم انزل دلوقتي يعني عايزة ادخل شنطيتي ف الدولاب واخد مذكرتي وامشي
بصيت أنا ل " ليلي " وقلت انا هنزل اشتري قفل واجي
ونزلت اشتريت قفل ولما رجعت تاني الاوضة لقيت ان منال مستولية علي كل الدواليب اللي ف الاوضة
المهم فضت لي مكان وحطيت شنتطي وقفلت وقلت ل " ليلي" انا رايحة الكلية
" ليلي " وشها احمر وقالت لي وهي ماسكة ايدي " ماليش دعوة انا خايفة من منال دي , دي شكلها شرانية , انا خايفة متسيبينيش لوحدي ............... وبدات تعيط
هديتها وقلت لها بلاش عبط يعني هي هتقتلك المكان ماليان ناس يلا يلا بلاش هبل وذاكري عشان امتحانك بكرة ومتوترنيش بقي عايزة اروح امتحن
ونزلت
أول ما مشيت علي الرصيف لقيت بنت شابة بتوقفني وبتقولي " سلام عليكم ممكن اخد من وقتك دقيقة "
قلت " اتفضلي "
قالت " انت تعرفي ان النهاردة في انتخابات الشوري ...؟"
قلت " هي مش انتخابات الشوري اتاجلت ؟ اصلها عندنا اتأجلت ...
قالت " انت مش من هنا ...؟
قلت " لاء من كفر الشيخ وانتخابات الشوري اتأجلت عندنا عشان كدة استغربت ان في انتخابات النهاردة لاني حسبا لنها اتأجلت ككل مش محافظتنا وبس
قالت " لا بس احنا لاحظنا ان الناس متعرفش ان النهاردة في انتخابات اصلا واللي تعرفه ان الانتخابات خلصت قصدهم يعني انتخابات مجلس الشعب
فلت " انتي من جريدة ..؟ والا بتعملي مسح ...؟
قالت لا ده ولا ده انا من حزب
قلت حزب اية ...؟
قالت الحرية والعدالة ولقينا ان الناس متعرفش ان في انتخابات شوري اصلا فنزلنا الشارع نعرف الناس
قلت فرصة سعيدة
قالت نورتي اسكندرية
* * * * *
المفروض اني اركب الترام لمحطة الوزارة طيب هو المفروض ابقي في اي ناحية...؟
سألت شاب وقالي اسئلي الكمساري قبل ما تركبي عشان مش كل الترام بيروح المحطة دي
سالت الكمساري قالي تعالي اركبي
ولما سألت عن الاجرة قالي ربع جنية " بقي لسة ف حاجة بربع جنية ...!!!!!"
الكمساري طيب جدا قالي خليكي مكانك وانا لما المحطة تيجي هقولك لانها لسة ادامها كتييييييير
سألت الناس حوليا عن كلية التربية الرياضية بنات اللي همتحن فيها اللي هي مستضيفانا ....مليون واحدة ردوا عليا وقالولي علي المكان
الكمساري نزلني ف المحطة وشاور لي علي الشارع اللي همشي منه
وكنت كل ما بسأل حد بيجاوبني بصبر ووود
حسيت اني مش غريبة
الغريبة بقي كان ف بيت شباب الشاطبي ف اوضة رقم اتنين
لاني لما رجعت لقيت ليلي اللي كانت مرعوبة من منال اتصاحبت عليها اوووووي
وعرفت تاريخ حياتها كله
منه علي سبيل المثال انها " منال يعني " مدام ومعاها شابين ف العشرينات يعني احنا زي ولادها وجوزها ميت وهي بتشتغل في التجارة " بس تجارة إية الله أعلم "
مرتحتش للجو المريب الغريب الفظيع ده
ومعرفتش انام
قلت ل ليلي انا هنام انا وانتي علي سرير واحد لاني كنت متوترة جدا
ونمنا علي سرير واحد بس معرفتش انام
" منال " كانت خرجت وجات علي الساعة 12 وانا عملت نفسي نايمة وليلي كانت نامت بالفعل
كانت منال فتحت اللاب توب وفضلت تدردش
وبعدها بدات الاتصالات الليلية
ومن خلال ودني اللي كانت مستنية اي كلمة تقولها عشان ارتاح او اخاف منها كان الكلام اللي بتقوله ميطمنش بالمرة
" يا بني احنا مبنشتغلش ف البانجو لانه رخيص , احنا بنتاجر ف الحشين والكوك
؟؟؟؟؟؟
ولو عايز اي حاجة تانية اوك موجود برضة
حسيت وقتها اني عايزة اعيط وحسيت بالخوف اوووي
انا مش عايزة افضل هنا انا عايزة اروح بيتنا
إهيء إهيء إهيء
وعلي كدة معرفتش اناااااااااام اطلاقا
والصبح لما ليلي صحيت قررت اني اغير الاوضة دي مهما كان الثمن وحتي لو حصلت اني اسيب بيت شباب الشاطبي خالص
بس اللي حصل ان
كان عندي امتحان ورحت امتحن وانا بفكر ف اللي سمعته وانا مش مطمنة ل منال دي خالص خصوصا انها قالت ا ن شغلها بيبدأ بعد الضهر وبينتهي متأخر ومقالتش غير انها بتشتغل ف التجارة وموضحتش اي شيء
خرجت م الامتحان معايا زميل وزميلة لي وتقريبا دورنا علي كل مكان يخطر ببالي ف اسكندرية " جمعية الشبان المسلمين , الشباب المسيحي , نور الاسلام, العروة الوثقي ,,,......................"
مشيت كتير جدا وتعبت جدا وحسيت بارهاق جدا
بس من غير فايدة للأسف
وعلي هذا أرغمت نفسي للعودة لبيت شباب الشاطبي والليل يسدل استاره وقلبي يغلفه الخوف المتزايد
وأول ما دخلت الاوضة موبايلي رن وكان محمد زميلي فكلمته كلمتين وفجأة وقعت
" أغمي عليا "
من الضغط ومن التعب والارهاق
كانت ليلي ومنال موجودين ف الاوضة وبدل ما يفوقوني الاول اخدوا موبايلي يتخانقوا مع زميلي " انت عملت فيها اية ..؟ قلت لها اية خلاها تقع كدة ...؟ انت مين اصلا ...؟
عرفت ده طبعا بعد ما حنوا عليا وفوقوني
" اتنين اغبياء اللي معاكي ف الاوضة دول مش يفوقوكي يا بنتي الاول وبعدين يتكلموا !! وبعدين من سمحلهم اصلا يردوا علي موبايلك ...؟" ده زميلي
منال تبص لي وتقول انت كويسة
بس نظراتها بتقول " يا شيخة ما كنتي تموتي وتريحيني "
مش فاهمة لية هي كانت مش بتحبني كدة مع انه مفيش سابق معرفة بيننا
ولغاية ما سيبت بيت شباب الشاطبي وهي مش طايقاني
بس اتضح لي ان حتي اللي تعرفة بيكون أسوء من اللي متعرفوش
وده اللي حصلي مع " ليلي "
بس ده مش هحكيه دلوقت
هحكية مرة تانية
رحاب