بادرتني صديقتي قائلة : اتعجب للفنان احمد حلمي واستغرب لنجاحه الساحق كل عام رغم انه لا يملك مقومات البطل في عيوننا ! او علي الاقل لصورة البطل كما يرسمها المؤلفون وكتاب القصص, فدائما ما كان البطل طويل مفتول العضلات ذو ذكاء حاد ويمتلك من المهارات القتالية العديد , وانظر فلا اجد اي من هذه الصفات به –اي الفنان احمد حلمي – ولكني اجده رغم ذلك ناجح جدا وافلامه الاكثر انتشار وجماهيرية وذو هدف دائما.
استمعت لصديقتي وانا اتذكر ورقة مهمة من اوراق ذاكرتي الطفولية عندما حاولت ان اكتب قصة بطلها لا يملك من المهارات شيء بل ويعتبر نفسه فاشلا في كل شيء يفعله ولكنه رغم ذلك يتحول الي بطل !
كنت اري ان كل القصص التي اقرأها يمتلك الابطال فيها مميزات عديدة مثل رجل المستحيل ادهم صبري الذي يملك كل المهارلات القتالية ويتقن عدة لغات وذو ذكاء طاغي , ومثله نور الدين محمود , جيمس بوند والمفتش بواروه , شيرلوك هولموز , تان تان , ارسين لوبين, وحتي ميكي ...كلهم بدون استثناء كانوا يمتلكون من الذكاء والمهارات الكثير, كنت اتعجب الا يكون البطل الا بهذه المواصفات !! الا يوجد بطل لا يملك من هذه المهارات شيء ويكون بطل ايضا...؟
وقررت ان اكتب قصة بطلها لا يملك من المهارات شيء !! اسميته رو ولا ادري لماذا الا ان احدي صديقات اختي كانت تناديني بهذا الاسم – عرفت بعدها انه اسم تدليل لاحدي بطلات روايات احسان عبد القدوس انف وثلاث عيون- كان بطلي يحب عزف البيانو ويحب كرة السلة رغم انه قصير القامة يتدرب علي لعبة الكاراتية ولكنه ليس جيدا فيها , يكره مادة الرياضيات ويعاني من درجاته بها ولكنه يحب القراءة والنصوص, تقريبا كان البطل هو انا لاني وضعت كل ما احب واكره من صفات للبطل , وبرغم ان البطل كان هاديء ومسالم ولكنه يتحول الي بطل فقط عندما يغضب من شيء ما او شخص ما , فقط الغضب لابد ان يغضب من شيء ما حتي يتحول الي شخص اخر يمتلك من كل المهارات التي لا يجيدها! طبعا اصدقائي ضحكوا مني كثيرا واخذوا القصة موضع سخرية .
بعد سنوات قليلة قرات سلسلة روايات مختلفة تماما كان بطلها طبيب عجوز يقول انه قابل مصاص الدماء واكلي لحوم البشر والزومبي ووووو....اشياء كثيرة غريبة من عالم ما وراء الطبيعة, كان البطل هو ما لفت نظري فهو ليس بشاب ولا يمتلك اي مهارات الا في مجال عمله كطبيب وبرغم ذلك اصبح بطلا !! احببته جدا وحاولت التعرف علي الكاتب –الدكتور احمد خالد توفيق – الذي انتهج طريق اخر للبطولة ,عرفت ان الاختلاف هو ما يصنع البطل وليس التشابه او الصورة العادية والتقليدية وهذا ما صنع تاريخ للفنان الشاب احمد حلمي رغم سنواته الفنية القليلة, واستغرب الان اننا مازلنا نصنع البطل بنفس المقومات والمهارات ليشب الاجيال الجديدة تريد ان تكون نسخ مكررة من هذا البطل او ذاك!
عرفت الان البطل الحقيقي انه فقط من يمتلك تيسير امره بنفسه وليس من ينتظر ان ينقذه احد وساعتها قررت ان اكون بطله ولكن بطريقتي .