دائما ما نسال أنفسنا سؤال هل حياتنا تلك نحن نختارها أم إنها قد كتبت لنا وعلينا بتنفيذها ؟
كم من مرة سألت نفسك هذا السؤال ؟
متى سألت نفسك هذا السؤال؟
ولماذا يا تري؟ ما الحدث الذي دعاك لأن تفكر في هذه التساؤلات وتفكر فيها بعمق ؟
جميعنا مررنا بتلك التساؤلات و فكرنا بأشياء قد تكون اكبر من عمرنا وقتها
أتذكر أنني كنت في المرحلة الابتدائية عندما سألت الأستاذ سؤال جعله بعد نهاية اليوم الدراسي يقابل أبي بدعوي أنني اسأل أسئلة غريبة واكبر من سني وتفكيري , أتذكر أنني قد سألته : ماذا لو لم يعص آدم ربه ويأكل من الشجرة ولم يخرجه الله من الجنة هل كنا كلنا أصبحنا صالحين وعشنا بالجنة......؟
وبعدها بقليل بدأت تلك التساؤلات في تزايد مستمر, ففترة الطفولة هي أكثر المراحل التي تتساءل فيها عن أصل الأشياء وكيفية حدوثها وتظل تتساءل وتحاول أن تحصل علي إجابة خاصة إذا ما لم تجد إجابة مقنعة لسؤالك
فمثال بسيط مثلا عندما ذهبت لأشتري ملابس العيد أعجبني ثوب ولكن كانت طفلة أخري قد اختارته وكان والدها يدفع ثمنه وكان هو أخر ثوب من ذلك النوع الذي أعجبني وكنت مصممه أن احصل علي ثوب مثله ولكني لم أجد فقالت لي أمي انه لو أن الله كان قد كتب لي أن اشتري هذا الثوب أو شبيه له لحصلت علي واحدا , لكن الله لم يكتب لي هذا
الكلام أربكني وجعلني أفكر بعناد أكثر وبطريقة استغربتها مع نفسي وقتها هل ولدنا في الحياة فقط لنقوم بعمل ما قد كتب لنا من قبل أم أننا من الممكن أن نغير ما قد كتب لنا...؟ ذلك التساؤل هل الإنسان مخير أم مسير..؟
بدأت أجد نفسي قبل أن افعل أي شيء اسأل نفسي يا تري ماذا كتب في صحيفتي القدرية لهذا الشيء الذي افعل ..؟ هل كتب أن افعله..؟ أم انه كتب عكس ذلك...؟ ولو كتب أني فعلته ماذا لو ما فعلته...؟
أتفهمون ما اقصد ...؟ بمعني أنني لو فكرت أن اذهب إلي صديقتي مثلا فكرت هلي كتب لي الله في قدري أن اذهب إليها أم لا..؟ وإذا كان قدري أن اذهب إليها وفعلت أنا العكس ولم اذهب فهل هذا عناد في قدري أو أنني أعاند الله....؟
كنت اشعر أنني علي حافة الجنون خاصة أنني كنت صغيرة فقد كنت في الصف الأول الإعدادي وكنت فضولية لمعرفة الأشياء كل الأشياء وكنت أريد أن اعرف وأتعلم , وأحسست ساعتها أنني أتجاوز حدودي مع خالقي برغم أني كنت أحاول الحفاظ علي علاقتي بربي كثيرا وأحاول أن لا انسي أي فرض من الفروض وبرغم هذا كثيرا ما كان هذا التفكير ينتابني , فأحاول تجاهله ولكني افشل فعقلي كان يرفض أنصاف الإجابات دائما وكنت أريد إجابة شافية وافية ترضيني فلم ارحم أي أستاذ من أساتذة مدرستي إلا وسألته والذين كانوا يقفون كثيرا صامتين لاسألتي الغريبة وما كانت إجاباتهم ترضيني ...,إلي أن جاءت مدرنغير فيسة جديدة تدرس لنا اللغة العربية والدين وفي أول درس خرجت أنا ورائها اسألها وأنا متيقنة تماما من فشلها في إجابتي علي سؤالي : هل الإنسان مخير أم مسير ..؟ هل من الممكن أن نغير في قدرنا ؟ وهل يكون هذا عنادا مع الله...؟
فكانت الإجابة التي ما زالت في عقلي فقد قالت : رسولنا الكريم يقول " أن لا يرد القدر إلا الدعاء " فقد يكون قدرنا سيء جدا لكن دعواتنا إلي الله تخفف عنا هذا القدر , وأننا لسنا مخيرين أو مسيرين بل نحن بينهما الاثنين فهناك أشياء نختارها بأنفسنا وهناك أشياء قد قدرها الله لنا من قبل فلا خيار لنا فيها
لماذا اكتب هذا الكلام الآن ....؟ جائز لأنني كنت أفكر في تلك التساؤلات الآن.....لأنني بصدد أن اختار شيء وحائرة فالاختيار.ت هذا أفضل أم لو اخترت ذاك...؟وما الذي قد كتبه الله لي في هذا الاختيار ....
في النهاية لم اختار بعد ولكني موقنة تماما أن الله اختار لي الأفضل فهناك كلمة مأثورة_ لا أتذكر هل هي للإمام علي أم للإمام الحسن ابنه _ تقول: أن من ترك شأنه لله ما اختار أفضل مما اختاره له الله
رحاب صالح
الأربعاء 27 يناير 2010