البهجة...
لها طرق مختلفة واحاسيس مختلفة
البهجة هي احساس لحظي ...متعة....وقتية...لاتدوم...ولكن يكفينا أن نتذوقها مرة بعد الاخري....
مطر....
رقص...
موسيقي...
غناء....
جالاكسي فلوتس.....
كادبوري ديري ملك بالبندق.....
ايس كريم فراولة وفستق تحت المطر.....
جلسة علي البحر وسفر عبر امواجه.....
واخيرا.....
تفكيرك في من تحب .....بشوق....يشعرك بالبهجة ....حتي وأن آلمك هذا الشوق
الوطن.....
قد تشعر أنك تريد الابتعاد عنه أحيانا كثيرة .....ليس لآنه بخيل عليك في عطائه
بل لآن من فيه بخلوا عليك وعليه في العطاء
فكلما فكرت في الابتعاد لا تستطيع
وان استطعت البعد.....لا تستمر فيه
وتشتاق له من لحظة خروجك من بيتك
وتشعر بالخوف ويزداد شعورك به كلما ابتعدت
ولا تشعر بالآمان الا في طريق العودة إلية ...وكلما اقتربت أكثر شعرت بالامان ...كأنه حضن الام الدافيء
العمر.......
يقولون أن لكل عمر لذته.....
الطفولة......لعب ومرح
الصبي ....بداية الاندفاع....
المراهقة ....حب واشتياق....
الشباب ....نضج...وجد ....واتزان....
ثم ....مرحلة ...ما قبل النهاية .....التي يقولون فيها...." الحياة تبدا عند الستين...أو بعد الستين...."
وأنا الاحظ أن هناك من يحصرون حياتهم في بوتقة واحدة فقط.....طفولة...صبي ...مراهقة...شباب ...كهولة.....
ولكني اري نفسي عكسهم تماما....في يومي الواحد شيء من كل شيء .....اتعامل بطفولة ....اندفع بتهور صبية شقية
أحب واعشق واشتاق ...كمراهقة تعرف الحب لآول مرة .......اتعامل بجدية ....ونضج واتزان بعض الوقت.......
ولكني دوما خليط ما بين هذا وذاك.....
النسيان....
مثل المرض.....
نثتثقله في البداية ....نتألم....نختنق........
هكذا هو النسيان...صعب في أوله ....لآنه جرح ينزف.....
ومع مرور الوقت.....
نتناسي الآلم.....
نتعوده.....
ولكن هل ننسي حقا.....؟
أم أن .....الذكري تبقي داخل غياهب النفس ......لتطفوا فوق السطح وقتما شاءت.....؟؟؟!!!
أو ...أحيانا.....كلما أحببنا أن نتذكر.....؟!!!
الطفولة.....
في طفولتي تعلمت شيء ....
" لا تقترب ممن تحب ....حتي لا تؤذيهم "
تعلمتها عندما عشقت الفراشات ....
كنت أرها تطير هنا وهناك بلا توقف ولا تعطيني الفرصة لآرها ولآري الوانها التي تجذبني ....
صممت أن أقترب منها لاراها بتمعن....لم استطع بشتي الطرق....
ثم
جائتني فكرة.....شبكة الصيد الصغيرة ممكن ان اصنع منها شبكة لاصطاد
الفراشة التي تعجبني لاراها ثم اطلق سراحها مرة اخري بعدما اكون استمتعت
برؤيتها....
وصنعت الشبكة .....وفعلتها..... اصطدت فراشة رائعة الالوان ...يغمرها اللون البنفسجي والابيض.....
ولكن .......ليتني ما فعلت....لآن الفراشة .......ماتت بعد ثوان.....ولم أهنيء برؤيتها سوي ميتة.......
بعدها تعودت أن ......." لا أقترب من " ما " ممن " أحب ...حتي لا أؤذيه "
لا أقترب.....
لا اقترب ....
لا اقترب...
لا اقترب..
لاقترب.
...
رحاب صالح