1
براءة لم تعد ممكنة...
كنت اجلس مع الطالبات في ساحة المدرسة ....
يطلبون مني بإلحاح أن أغني لهم فقد سمعوني من قبل أغني ...
ولكي اتهرب منهم قلت لهم " لا أستطيع الغناء الان ...لا يحضرني سوي اغنية بالانجليزية لن تفهموها " ولكنهم أصروا ان يسمعوها
وبدات أدندن باللحن والكلمات التي احفظها...
وبعد قليل آتي احد العمال ليقول لي " معلش يا استاذة ممكن حضراتكم تتنقلوا الناحية الاخري لآننا سنعمل هنا ...؟"
قلت " لا توجد مشكلة "
وكان هذا عامل البناء الذي يبني احواض الزهور في حديقة المدرسة
واخذت الفتيات وذهبنا للجانب الاخر من حديقة المدرسة ....
ثم جائني اتصال هاتفي .... فانفضت الفتيات من حولي وأخذن يلعبن هنا وهناك ......
وبعد انتهاء المكالمة جلست وحدي اتابعهم ...
وعلي الجانب الاخر كان الأولاد يطاردون كرة القدم صارخين بين الحين والآخر ....مهللين لإحراز أحد الأهداف...
ولكن وسط كل هذا الصخب واللعب وجدت مشهدا آخر ...
مشهدا عكر صفو ساحة اللهو والمرح وصيحات السعادة....
مشهد عامل بناء أحواض الزهور وغلامه الذي يساعده....
كان الصبي يقف بجوار عامل البناء يناوله الطوب والاسمنت ....وعينه كل لحظة علي الاولاد الذين يتصايحون ويتقافزون خلف الكرة ...ولحظات اخري يختلسها علي الفتيات في جريهن خلف بعضهن أو غنائهم وضحكاتهم المتعالية ...أو قرائتهن لكتبهم المدرسية بصوت عال ....
والغريب أنه كان يجيد عمله جدا ولم يخطيء مرة أو يتقاعس ...
يناول البناء ...وينظر للكرة...للأولاد ...للفتيات..... للكتب المدرسية في ايدي الفتيات........للافتة المدرسة.......
لا أدري لما وقتها تذكرت قصة قصيرة قرأتها في صباي لمبدع القصة القصيرة يوسف ادريس....
وبدون أن أشعر وجدت نفسي أسير نحو الصبي وأقف بجواره وأتحدث معه....
" هل أنت بهذا العمل منذ مدة طويلة...؟"
فكان الرد الذي توقعته " منذ تركت المدرسة .....منذ كنت في السابعة من عمري ....لم ابقي في المدرسة الا قليلا...."
وكان السؤال الاسخف مني " ولماذا ...؟"
فقال بطريقة آلية كأنه مر بهذا الموقف عشرات المرات " نحن أسرة كبيرة العدد ليس لها عائل فقد مات أبي منذ سنوات ....وكان لابد من قتل كل الاحلام حتي نستطيع العيش في هذا العالم ..."
وقبل ان اسأل سؤال أخر كان قال رفع رأسه وقال بتحدي " سأواجه الحياة أولا بطريقتها التي ترغمني علي فعل ما لا أحب ....ثم عندما أكون قد نلت منها ما يكفي سأواجهها كما كنت ابغي .....
وعاد لعمله ولم يبالي بي ....
ولكن نظراته المختلسة لم تنقطع عن الكرة ولا الفتيات ولا الاولاد ولا............
خارج الاطار ...
عندما تقتل الاقدار احلامنا.....ولكننا نصر علي أن نحققها ذات يوم
عندما تقتل الاقدار احلامنا معاكي - ولكن عندما تقتل الشلة الحاكمة الفاسدة احلامنا العيب مش علي القدر العيب علي ولي الامر الذي اوصل الكثير منا الي هذه الحالة
ردحذفحالة مليئة بالغضب والالم
تقبلي مروري
احساس صعب ومؤلم حتى للمشاهد والتابع فقط رائعه جدا يارحاب
ردحذففاكر قصة يةسف إدريس اللي اشرتي ليها .. بتاعة البنت الصغيرة اللي كانت شايلة صيهية تقريبا وشافت عيال بتلعب
ردحذفالاحساس اللي مكتوبة بيه البوست دي اجمل ما فيها
تسلم إيدك بجد
صباح الغاردينيا
ردحذفأصعب ماقد يحدث أن تسلب البراءة والطفولة
الأحلام لا تموت والأمنيات لاتحتضر لكنها دائماً مؤجلة
حتى تكف صفعات الحياة لنجد مساحة صغيرة تحتوينا وأحلامنا "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas
مؤلمة جدا
ردحذفيارب نقدر نكون زى الطفل ده .. نواجه ويكون عندنا ارادة ونحقق أحلامنا فى يوم من الأيام
تحياتى لابداعك
دوما الأقدار تجيد قتل الأحلام و نحن نسعى لتحقيقها رغم ذلك انه الاصرار على الحلم و الحياة
ردحذفرائعة يا رحاب
أنا بتقطع لما بشوف الأطفال و هما متمرمطين كده و لا بيتعلموا و لا بيلعبوا حقوقهم كلها مسلوبة في سنهم الصغير ده مابالك لما يكبروا؟
ردحذفبجد مش عارفه أقول غير حسبي الله و نعم الوكيل
و يا رب القادم يكون أفضل
عشان في فرق بين الحقوق و الأحلام
مينفعش نحلم ناكل أو نلعب مينفعش
تحياتي رحاب العزيزه
عندما تقتل الاقدار احلامنا.....ولكننا نصر علي أن نحققها ذات يوم
ردحذففعلا المعاناه تخلق رجالا
جميل ان يلفت نظرك من يستحق الالتفات والاهتمام
فأنت تحملين قلب حنون
تحياتي
رحاب دى اول مرة اقرأ فيها حاجه ادبيه ليكى بقي
ردحذفبعد الاسئله
استمتعت بسردك جدا وعجبتنى نظرة الطفل للحياه هى الحياه فعلا تعاندنا جميعا ولكن قله منا من يتمسكون باحلامهم ويركضون معها محاوالين التغلب عليها :)
تحياتى لكى
كل الناس البسيطة عندها الحكمة الجميلة دى
ردحذفبكرة جاى
اتعلمتها من الفلاحين عندنا
واتعلمت منهم الأمل
تحياتى دوما
جميلة اوي حستها يا رحاب
ردحذفتعرفي اكتر حاجة فعلا بتوجعني لما اشوف طفل صغير نايم علي الرصيف او بيشتغل
نفسي بلدنا تتعدل وتهتم بالناس دي
الاطفال دول بقتلوني
ردحذفبحس انهم مقتولين
عايشين دور مش بتاعهم
نظراتهم بتبقا قاتلة
البوست اللي قبل ده جميل بحب البوستات اللي كده جدا
بحس انها تدوينات حيوية
معبرة عن حال ناس كتير دلوقتي اقل حاجة اننا نبصلهم زيك بعين الرحمة
ردحذفو الاهم اننا في يوم نبصلهم بعين العدل
تحياتي :)
بجد يا رحاب الموضوع دا اسرني جدا
ردحذفلانك طرحتيه بشكل مميز
وحكاية الولد دا مش بتختلف عن الاف كتير غيره
ولسه ياما هنقابل زيه كتير
تحياتي